أعظم خمس قصص حب في التاريخ - الجزء الثاني

أعظم خمس قصص حب في التاريخ - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر

تحدثنا عن قصة حب الأمير " خرم " من " أرجمند بانو بيكم " وزواجهما في الجزء السابق.

ورغم تقاليد هذه الفترة التي جعلت الأمير خرم يتجوز من ثلاث فتيات بعد أرجمند، لكن قلبه ظل ملك لأرجمند فقط، فقام بتسميتها " ممتاز محل " وأخدها معه في جميع غزواته وحروبه وأنجبت ١٤ طفل.

وبعد وفاة والده الإمبراطور أصبح الأمير هرم امبراطور البلاد.

وأصبح لقبه شاه جيهان ملك العالم.

ونتيجة إحدى الغزوات التي قامت ضده، اضطر للذهاب لأفغانستان لمواجهة أحد حكام مدنها، وكعادته أخذ معه زوجته ممتاز رغم حملها في أشهرها الأخيرة، لكن الرحلة أرهقتها وعسرت ولادتها، وهذا كان سبب احتضارها بالقرب من زوجها الذي غرق في دموعه.

و قبل وفاتها أوصته بأمرين :

الطلب الأول أن لا يتزوج بعد وفاتها لكي لا ينجب أطفال من امرأة أخرى غيرها.

والطلب الثاني هو أن يشيد لها ضريح يخلدها للأبد.

التزم شاه جيهان بالوصية، واعتكف بعدها لمدة طويلة حزناً على رحيلها، وخرج من عزلته بعد أن شاب شعره، وأصبح هزيل وقامته منحنية.

و في سنة وفاة زوجته، أرسل جنوده إلى جميع بلاد العالم، لاستحضار أفضل المهندسين وأنفق أموال كثيرة لكي يبني لها أعظم ضريح حسب وصيتها، و هو ضريح " |تاج محل| " المعروف في الهند.

وعند وفاته تم دفنه جانب قبرها في الضريح.

و من قصص الحب الحقيقي أيضاً : 

قصة الملكة " فيكتوريا " و " الأمير ألبرت " 

فكتوريا شابة مليئة بالتفاؤل وكانت مغرمة بالرسم، اعتلت عرش بريطانيا سنة ١٨٣٧م بعد وفاة عمها الأمير وليم الرابع، وتزوجت من |الأمير ألبرت| أمير ساكس كوبرغ وغوتا، وكان الأمير ألبرت مفتقر للشعبية في بعض الأماكن بسبب كونه ألماني، لكنه أصبح محبوب من الشعب لصدقه وجهده وإخلاصه لعائلته ولزواجه من |الملكة فيكتوريا|.

وأنجب الزوجين تسع أولاد، وكانت قصة حب فيكتوريا وزوجها مثيرة لإعجاب جميع شعب أوروبا.

واعتمدت على نصائحه في جميع أمور الدولة وخصوصاً الأمور الدبلوماسية.

لكن قلبها حزن بعد وفاة ألبرت سنة ١٨٦١ م، وأصابها انهيار كبير وامتنعت عن الظهور أمام الجمهور لمدة ٣ سنوات، وهذا سبب انتقادات كبيرة من الشعب لها نتيجة عزلتها المطولة.

وحدثت العديد من المحاولات لاغتيال الملكة فيكتوريا، لكن بعد فترة وتحت تأثير سلطة الوزير الأول بنجاما ديزارايلي أكملت فيكتوريا حياتها العامة. 

وافتتحت البرلمان البريطاني سنة ١٨٦٦ م. 

وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف فيكتوريا عن ندب وفاة حبيبها الأمير واستمرت في ارتداء الملابس السوداء حتى وفاتها سنة ١٩٠١ م.

أي أنها ظلت على اخلاصها لزوجها لمدة أربعين سنة بعد وفاته.

أعظم خمس قصص حب في التاريخ - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر

 قصة حب مارك أنطونيو و ملكة مصر كليوباترا 

بعد انتصار مارك أنطونيو على كاسيوس وبروتوس، أصبح أنطونيو من ضمن حكام الإمبراطورية الرومانية، حكم أنطونيو الجزء الشرقي من الإمبراطورية، وفي هذا الوقت وقع أنطونيو في حب |كليوباترا| ملكة مصر، وهذا جعله يغير خطته ويقرر أن يستقر في الإسكندرية، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن فاضطر أنطونيو للرجوع لعاصمة الإمبراطورية روما، وذلك لتعرضها إلى التهديد على يد ابن بومبي الذي هزمه يوليوز قيصر قبل ذلك.

وأخد أنطونيو قرار بالزواج من أوكتافيا شقيقة اوكتافيوس، و لم تكن تربطه بأوكتافيا أي |علاقة عاطفية|.

ولكنه فكر في |الزواج| منها لكي ينهي الصراع بين إمبراطوريته و إمبراطورية أوكتافيا ، فكان هذا الحل سياسي أكثر من كونه عاطفي، وبعد إنهاء هذا الصراع و تمت المصالحة، قرروا أن يقيموا عقد سلام مع بومبي، وانتشر خبر زواج أنطونيو ووصل الخبر للملكة كليوباترا، وفقدت كليوباترا صوابها بعد سماع الخبر، بسبب حبها لأنطونيو وغيرتها الشديدة عليه.

وكانت الملكة كليوباترا تعلم أن أنطونيو لا يحب أوكتافيا 

وأن زواجه منها بناء على مصلحة، لكن ذلك لم ينفع.

وبعد مرور الوقت غادر أنطونيو لأثينا بسبب اندلاع الحرب بين قيصر وبومبي، وقام بإرسال أوكتافيا لروما وعاد لمصر، وأثار تصرفه غضب قيصر والذي قرر مع كليوباترا أن يعلنا الحرب عليه.

وكان أنطونيو أشهر وأعظم مقاتل بري في العالم.

 لكنه فاجئ الجميع برغبته في خوض المعركة في البحر بدل من خوضها في البر. 

ولم يعرف أحد سبب هذا القرار، فقد كان السلاح البحري في مصر غير كافي في ذلك الوقت.

وهُزمت مصر بسهولة وقام الجنود بالهرب عائدين إلى مصر وخلفهم أنطونيو، ولحق به قيصر وهزم أنطونيو هزيمة ساحقة.

وبعد الهزيمة ووصول قيصر إلى مصر، أصدرت الملكة كليوباترا قرار بأنها سترحل لضريحها وأرسلت رسول لأنطونيو يقول له أنها توفت، وكان الخبر صدمة لأنطونيو والذي لم يستطع أن يتحمل هذا الخبر، مما جعله يقرر أن ينهي حياته، لكنه فشل في الانتحار وتم إصابته بعدد من الجروح، وظل على قيد الحياة وطلب من أتباعه أن يأخذونه لضريح كليوباترا لكي يموت بين يديها، تعبيراً لها عن حبه لآخر نفس في حياته.

 وأصبحت الملكة كليوباترا في قبضة قيصر، وانهارت حياتها بعد أن فقدت حبيبها أنطونيو، فقررت الانتحار.

فطلبت عدد من الأفاعي السامة ودربتها على لسعها، وتوفت مسمومة بسم الأفاعي، وتم دفن |العاشقين| كليوباترا وأنطونيو معاً 

 وأخيراً .. إن الحب الحقيقي موجود رغم كل شيء .. 

بقلمي: رهف ناولو